إسبانيا تعلن الطوارئ بعد أول وفاة بسبب الحر في قرطبة
درجات الحرارة تتجاوز 40 مئوية
أعلنت السلطات الإسبانية، الاثنين، حالة الطوارئ في عدد من المقاطعات، بعد تسجيل أول حالة وفاة بسبب موجة حر شديدة تضرب البلاد، وبلوغ درجات الحرارة مستويات قياسية تجاوزت 40 درجة مئوية.
سجلت مدينة قرطبة في منطقة الأندلس أول وفاة مؤكدة خلال هذه الموجة الحارة، حيث توفي رجل بعد إصابته بضربة شمس مميتة وفق صحيفة "الإسبانيول".
وأفادت مصادر من إدارة شؤون المستهلكين في الحكومة الإقليمية بأن الرجل نُقل إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى رينا صوفيا، إلا أن جهود إنقاذه باءت بالفشل.
درجات حرارة قياسية منذ 1950
وذكرت صحيفة "الإسبانيول" أن الحرارة في قرطبة بلغت 40.7 درجة مئوية، وهي الأعلى خلال شهر مايو منذ عام 1950، وفقًا لبيانات هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية (Aemet).
وقد تجاوزت الحرارة هذا المستوى منذ نهاية مايو، في ما وصفه الخبراء بأنه بداية "صيف حار للغاية".
15 منطقة تحت الإنذار المناخي
وأوضحت هيئة الأرصاد أن إسبانيا تشهد اضطرابات مناخية عنيفة تشمل موجات حر، وعواصف رعدية، وأمطارًا غزيرة محليًا، طالت نحو 15 منطقة في البلاد، ما دفع إلى تفعيل حالة التأهب والطوارئ.
دعوات للحيطة وحملات توعية
حذّرت السلطات الإسبانية المواطنين من الخروج تحت أشعة الشمس دون وقاية، وشددت على ضرورة شرب الماء باستمرار واتباع الإرشادات الصحية لتفادي الإصابات بضربات الشمس أو الاختناق الحراري.
كما أشارت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى أن الأنشطة البشرية والانبعاثات الحرارية لعبت دورًا كبيرًا في تضاعف حدة موجات الحر حول العالم، بما في ذلك إسبانيا.
تشهد إسبانيا موجات حر متكررة منذ عدة سنوات، إلا أن التغيرات المناخية المتسارعة زادت من شدتها وفتراتها، وتأتي هذه الموجة الأخيرة في إطار تحذيرات منظمات مناخية دولية من أن جنوب أوروبا سيكون من أكثر المناطق عرضة لتأثيرات الاحتباس الحراري، ومع تكرار تسجيل درجات حرارة تاريخية، بات الصيف الإسباني مهددًا بأن يتحول إلى أزمة صحية عامة تهدد الفئات الضعيفة، خصوصًا كبار السن والعاملين في الهواء الطلق.